في سياق السياسات العدائية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي بحق الكرد ومناطقهم، والتي تهدف إلى القضاء على ثرواتهم الطبيعية وإبعادهم عن جذورهم، أقدم مرتزقة دولة الاحتلال التركي منذ أسبوع تقريباً، على افتعال حرائق في جبال عفرين في جريمة نكراء بحق الطبيعة في عفرين المحتلة.
وأفاد تقرير خاص لمنظمة حقوق الانسان عفرين – سوريا، تلقته وكالتنا، بأن النيران التهمت مساحات واسعة من الغابات الطبيعية خلال الأسبوع الفائت، خاصة في 23 و24 و25 تموز، في الجبال الواقعة بين سهول قرية "عدما" و بلدة "ميدان أكبس (وادي آشله)"، مروراً بقريتي "علبيسك وبليلكو"، وصولاً إلى الطريق المؤدي إلى قرى "ميدانا" شمالاً، وإلى جبل قرية "جلا" جنوباً والتي قُدرت بـ 230 هكتار وفي جوارها آلاف أشجار الزيتون والكرز والتين والعنب، في ناحية راجو، أمام أنظار سلطات الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها التي لم تحرك ساكناً لإخمادها.
ويتجدد الحريق على مساحات واسعة بجبل "بعيفه" وجواره، بين قرى "ميدانا وكوسا وبنيركا وشنكيله" بناحية راجو، حيث التهمت النيران غابات حراجية طبيعية وآلاف أشجار الزيتون والعنب والتين، منها حوالي الألف بجوار قرية كوندا وعائدة للشقيقين "حسن وبكر مصطفى خالد".
وأضاف التقرير: "في سياق السعي الحثيث للمرتزقة للحصول على الحطب، يقومون باستجرار كميات يومية كبيرة خلال الـ 6 أعوام الماضية، ونقلها للبيع في المناطق الأخرى وإلى تركيا، وكذلك استمرارها في خلق الأعذار والحجج للاستيلاء على المزيد من ممتلكات الغائبين الزراعية، وخاصة حقول الزيتون، وبالتالي قطع المزيد من الأشجار.
ويقومون بتشجيع الفصائل على القطع الممنهج للغابات، الذي تجاوز 65 بالمائة من الغابات الطبيعية والاصطناعية في المنطقة، وكذلك قطع ملايين أشجار الزيتون، بشكلٍ جزئي أو كامل".
وأيضاً هناك مصادر محلية تؤكد أن ما تسمى بـ "القوة المشتركة فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات، فرقة الحمزات" التي تسيطر على قرى المزرعة، معرسكه، شوارغة، مريمين، أناب، شرّان تُحملّ يومياً حوالي /20/ سيارة بك آب من الحطب، من خلال قطع أشجار الصنوبر والزيتون، ونقلها إلى مراكزها لبيعها، عبر طريق جبل ليلون – ترنده جنوبي مدينة عفرين؛ حيث قامت منذ حوالي عشرة أيام بقطع جزئي لحوالي /200/ شجرة زيتون مثمرة من حقول متجاورة جنوبي محيط قرية "قطمة" – شرّان، منها (/9/ لأحد مواطني قرية سيجراز المجاورة – أعزاز، و /40/ لـ "عبد المنان كمال جمعة" من قطمة).
وفي هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي والإداري في منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، إبراهيم شيخو، خلال لقاء مع وكالة فرات للأنباء: "في سياق الانتهاكات الجسيمة التي تحصل في مدينة عفرين والتي مازالت مستمرة حتى الآن، يتم حرق الغابات بشكل ممنهج في مدينة عفرين، خاصة في ناحية راجو".
وتابع: "منذ 15 يوم وكل بقعة جغرافية في مدينة عفرين تحترق بفعل المرتزقة والمستوطنين، ويجب ألا ننسى أن هذه الحرائق تُفتعل بأوامر وإشراف الاستخبارات التركية وغايتها الأساسية هي القضاء على البيئة، والتهمت الحرائق المفتعلة في مدينة عفرين المحتلة خلال سنوات السابقة وحتى الآن، مساحة تزيد عن 39 ألف هكتار، بمعدل 65 بالمائة، من الغابات".
وأضاف: "بحسب المعلومات الواردة من المنطقة، توجد أماكن مخصصة لصناعة الفحم تحت سيطرة المرتزقة فرقة الحمزات وفرقة سلطان سليمان الشاه الذين يشكلون قوة مشتركة، في كل من قرى (Meydana û heft parçên wê) ميدانا بأجزائها الـ 7، (Gundê Hisê) حسي، (Komreşê) كم راشه، (Gemrokê) كمروك، (Mabeta) موباتا، والمتاجرة به داخل المناطق المحتلة أو تصديره إلى تركيا وبيع الكيلو الـ (1) للفحم بسعر (8 أو 9) دولارات".
واختتم الناشط الحقوقي والإداري في منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، إبراهيم شيخو، حديثه على النحو التالي: "هذه الحرائق مفتعلة وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، مدينة عفرين المحتلة ستتحول إلى صحراء جرداء قاحلة لا تصلح للسكن في إطار التهجير وتوطين الغرباء، والقضاء على البيئة ونهبها، وتخريب المواقع الأثرية لطمس الهوية العفرينية لهذه المنطقة الكردستانية العريقة وبالتالي فنحن أمام كارثة إنسانية كبرى".